أصعب مافي الأمر أن تجد عقل من تحب يتلاشى، ضحايا الانغلاق على الذات والخروج عن نطاق العالم الذي يدور حولهم نتيجة لإصابتهم بأحد أعقد الأمراض العصبية المعروفة باسم (الزهايمر)، والمُصنف ضمن علم النفس الإكلينيكي بأنّه خاص بالمسنين.
مرضٌ عضال يبدأ ببطء عادة ويتدهور مع مرور الوقت نتيجة لضمور خلايا المخ، مما يؤدي إلى تراجع مستمر في وظائف الجهاز العصبي وسرقة قدراتهم الإدراكية والذي يؤدي بدوره إلى فقدان الذاكرة الحديثةوالذاكرة البعيدة، وتراجع بالمنظومة الفكرية المسؤولةعن اتخاذ الأحكام والمحاكمة، مما ينعكس سلباً على الحياة.
بمرور الوقت تتفاقم أعراض الزهايمر حيث تبدأ بتراجع في الذاكرة وعدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية، واضطراب في الحكم على الأشياء وأحياناً التوهان، وذلك لأنّ أول جزء من أجزاء الدماغ يتأثر بالمرض وغالباً ما يكون الجزء المسؤول عن الذاكرة والتعلّم.
تختلف هذه التغيرات في سرعتها من شخص لآخر، ومع استمرار مراحل المرض يعمد المريض إلى الاعتماد كثيراً على رعاية الآخرين.
ينقسم مرض الزهايمر إلى ثلاث مراحل كالتالي:
المرحلة الأولى ( الخرف الخفيف): تستغرق هذه المرحلة عدة أعوام يبدأ المرض هنا بالمعاناة من الكسل واللامبالاة وعدم الاستعداد لفعل وتجربة أشياء جديدة.
المرحلة الثانية: تعد من أطول المراحل زمنياً وهنا يحتاج المريض إلى المساعدة والإشراف في الأعمال اليومية، وازدياد حدة النسيان وخاصة للأحداث القريبة والخلط بين الذاكرة القريبة والبعيدة ونسيان التفاصيل والخلط الزماني والمكاني مع نسيان أسماء أفراد العائلة والأصدقاء القريبين والخلط فيما بينهم، وأحياناً يبحث وينادي أقرباء له توفوا منذ زمن بعيد.
المرحلة الثالثة: يعجز القيام بالمهام اليومية، ويحتاج الرعاية كاملة على مدار النهار، ويفقد القدرة على التعبير بالكلام والنطق السليم وقد يكتفي بالصراخ إذا شعر بالألم.
إذا تم تشخيص الإصابة بالزهايمر، فهناك الكثير من الأمور التي يمكن القيام بها، خاصة في المراحل الأولية
وذلك من خلال القيام بعدد من الإجراءات أهمها:
- وجود مفكرة أسبوعية تساعد على كتابة الأشياء المراد تذكرها مثل الأسماء أو قوائم المهام.
- وضع ملصقات على الخزانات لتساعد الشخص على تذكر ما يوجد بداخلها.
- الاحتفاظ بقائمة أرقام الهواتف بجانب الهاتف.
- الاحتفاظ بالأدوات المفيدة مثل المفاتيح النظارة في نفس المكان.
- التنسيق مع الطبيب أو الصيدلي لوضع أقراص الدواء في علبة تحتوي على جرعات منظمة للدواء.
من الناحية الصحية إن الإصابة بالزهايمر لا تعني أنك يجب أن تمرض أو تعاني من الاكتئاب أو القلق، من المهم عند الشعور بهذا الإحساس زيارة الطبيب، أو اللجوء إلى معالج نفسي أو مرشد للتحدث فهذا يساعد على التخفيف من وطأة الشعور بالإحباط.
كيفية التعامل مع المسنين المصابين بالزهايمر
ليس من السهل معالجة السلوكيات والتصرفات التي تخرج من المصاب بالزهايمر فهذه التصرفات غير مقصودة بل خارجة عن سيطرة المريض لذلك لابد من مساعدة ورعاية المسنين المصابين بالزهايمر من خلال:
- التقرب من الشخص ببطء وهدوء.
- التكلم بوضوح واستعمال جمل بسيطة وعدم التسرع بطلب الاستجابة من قبل المريض.
- النظر في عينيه ومناداته بإسمه.
- استعمال طريقة اللمس أثناء المحادثة، فهذا يطمئن المريض.
- القيام بنشاطات تحفز عقولهم، لأن المشاركة بالأنشطة والاستمتاع بالتحفيز الحسي يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة لكبار السن المصابين بالزهايمر.
فالزهايمر حالة منهكة تصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأقرب إلينا، وقد يكون من الصعب التواصل مع شخص مصاب بالنسيان مع تدهور قدراته المعرفية، ونمط الحياة النشط يؤخر الوصول الى المرحلة الثالثة التي تعد من أصعب المراحل التي يصل إليها مريض الزهايمر مرحلة تلاشي الذكريات وتحول الذاكرة إلى ذاكرة طفل وكأنّها مرحلة الرجوع إلى البدايات والخروج عن نطاق الأسرة والعالم بأكمله.