يُعتبر التطوع ركيزة أساسية مهمة في بناء المجتمع لما له من قيمة إنسانية كبيرة، تتمثل في العطاء والبذل بكل أنواعه، وهو سلوك حضاري يهدف إلى نشر التماسك والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع وجماعاته ومؤسساته.
تعريف التطوع:
هو فعل اختياري إرادي يقوم به المتطوع برغبة دون انتظار اجر مادي والتطوع يعني تقديم الخبرة والوقت والجهد لشريحة اجتماعية معينة فرديا أو اجتماعياً.
تبرز أهمية العمل التطوعي كلما تقدمت المجتمعات وتعقدت العلاقات الاجتماعية داخلها، فقد أدت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعاصرة إلى العمل التطوعي، فهو بمثابة قوة محركة بشقيها البشرية والمادية، تنبع من داخل المجتمعات وتدفعها إلى الاعتماد على جهود أعضائها وعلى الموارد الذاتية لتحقيق التقدم والتنمية، حيث يسهم الشخص المتطوع في تحمل المسؤوليات في المجتمع خدمة له. ويمكن تصنيفه على أساس أنّه نوع من الممارسات الديمقراطية،حيث أنه يحقق للأفراد المسؤولية في إدارة شؤون مجتمعهم إضافة إلى أنه يكسب الشخص العديد من القيم النبيلة مثل الولاء والانتماء والتضامن والمسؤولية الاجتماعية ومساعدة الآخرين.
دوافع العمل التطوعي:
هناك العديد من الدوافع التي تجذب الإنسان للقيام بأعمال التطوع أهمها:
- الرغبة في زيادة احترام الذات وتطلع الفرد إلى مزيد من الاحترام والتقدير الذي قد يأتي من جراء القيام بالأعمال التطوعية وتكون الرغبة أشد لدى أولئك الذين يعتقدون أنهم لا يحصلون على التقدير الكافي في أعمالهم.
- الاستفادة من وقت الفراغ، والرغبة في التعلم واكتساب المعارف الجديدة والنمو الشخصي، حيث يدفع هذا الأمر الكثير من الأفراد رجالاً ونساء إلى التطوع بالوقت والجهد.
- مشاعر الرضى عن النفس وإحساس المتطوع بأهمية الإيثار من جراء تفعيل خدمة ومساعدة الآخرين.
وهذا كله نابع من الحاجة للاتصال بالآخرين، حيث تؤدي هذه الحاجة الفطرية لدى الإنسان إلى الانضمام لأعمال التطوع لإتاحة فرصة التعرف على الآخرين من الأقران، وتوسيع دائرة العلاقات خاصة فئة الشباب إذ يمكن أن يكون التعرف على الآخرين مفتاحاً لدخول أكبر في المجتمع والحصول على مكاسب سواء كانت شخصية أو غيرها.
آلية تطوير وتفعيل العمل التطوعي
أي عمل في الحياة يحتاج للتطوير والتعزيز والقوة الدافعة التي تجعله مستمراً متدفقاً والعمل التطوعي بدوره يحتاج بشكل رئيسي للأخذ بعدد من التوصيات من أجل استمراره وقوته في المجتمع من خلال:
- غرس قيم التضحية ومفاهيم الإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة من خلال الدور التربوي للأسرة والمدرسة والنادي ووسائل الإعلام عموماً.
- اعتماد برامج ومناهج دراسية ترّكز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وإيجابيات، وربطها ببرامج تطبيقية.
- التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج والمشاريع التي تلبي احتياجات الناس بشكل مباشر.
- استخدام العمل التطوعي في المعالجة النفسية والصحية والسلوكية.
مزايا وإيجابيات التطوع
يسمح التطوع بتعزيز الارتباط بالمجتمع والوطن وذلك من خلال:
التأثير في المجتمع: يساعد في تكوين صداقات جديد، وتوسيع شبكة العلاقات، وتعزيز المهارات الاجتماعية.
الفوائد الصحية والجسدية والعقلية: يساعد على التخلص من آثار الاجهاد والغضب والقلق، بالمقابل تعزيز الراحة النفسية والحماية من الاكتئاب بفعل التواصل المنتظم مع الآخرين، كما يجعل المتطوعين في حالة سعادة دائمة.
تطوير الحياة المهنية: يساعد العمل التطوعي في حال التفكير في مهنة جديدة في الحصول على الخبرة المطلوبة، والالتقاء بأشخاص فاعلين ونشطين في هذا المجال.
يُنّمي الإبداع والهوايات:يعد العمل التطوعي متعة خاصة في استكشاف الاهتمامات والميول والهوايات وطريقة سهلة ومجدية في تغير روتين ورتابة الحياة اليومية.
تحقيق الفائدة المجتمعية: من خلال تلبية احتياجات أفراده بجميع أطيافه.
للتطوع فوائد جمة فهي تتيح للإنسان التعرف عن كثب على مجتمعه والتماس المباشر مع قضاياه والتعرف على أناس يختلفون عنه في السن والخبرات وهذا ما يؤدي إلى تبادل الخبرات وبالتي يساعد في تعزيز ثقة الشباب المتطوع بالنفس وتنمية شخصيته.