تُعد فئة المسنين من أهم الفئات حاجة إلى الدعم والاهتمام في ظل التغيرات المجتمعية وتداعياتها، خاصة إذا ما أدركنا التوابع والتأثيرات السلبية لمثل هذه التغيرات عليهم من حيث تعرضهم لمشكلات صحية ونفسية اجتماعية ومهنية أو غيرها من المشكلات التي باتت تتسم بالصعوبة والضخامة في ظل الأحداث المعاصرة، مما يعزز ضرورة الاهتمام بفئة المُسنين وجود فجوة الاتصال بين المُسن والمحيطين به، بسبب ما أفرزته تلك التغييرات وتداعياتها من تكنولوجيا هائلة حلّـت محل التواصل المباشر.
فئة المُسنين ومراحل الدخول إلى الشيخوخة
يُعرف المسنون بأنّهم تلك الفئات من البشر داخل المجتمع ممن بلغوا سنة الستين عاماً ومابعدها، وأصبحوا عاجزين عن رعاية أنفسهم وخدمتها، إثر تقدمهم بالعمر نتيجة مجموعة تغيرات فيزيولوجية وسيكولوجية مما يؤثر على أحوالهم اجتماعياً ونفسياً.
مستويات مرحلة الشيخوخة
المستوى الأول والثاني: فترة ماقبل التقاعد وتمتد من (55 إلى 65) سنة فترة التقاعد، حيث الانفصال عن الدور المهني وشؤون المجتمع، وتحدث فيه تغيرات اجتماعية ونفسية كثيرة.
المستوى الثالث: فترة التقدم في العمر وهي الفترة من (70) سنة فترة الاعتماد على الآخرين.
المستوى الرابع: الشيخوخة أو العجز التام والمرض والتي تبدأ مابعد (70) سنة حتى سن (110).
تشير احصائيات صندوق السكان في الأمم المتحدة إلى تزايد نسبة المُسنين على مستوى العالم في المجتمعات المتقدمة، وكذلك النامية، ويعود السبب في ذلك إلى تطور الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية، مما أدى لارتفاع متوسط الأعمار وانخفاض نسبة الوفيات، وبالتالي زيادة عدد المُسنين.
وتعد شيخوخة سكان العالم مدعاة للقلق لدى المنظمات الدولية والحكومات، ولدى جميع الأجيال في بلدان شتى، تستوي
بذلك البلدان النامية والبلدان المتقدمة، وهذا التحول في تركيبة السكان ستنجم عنه نتائج عميقة لكل جانب من جوانب الحياة سواء بالنسبة للأفراد أو المجتمعات، وسوف تواجه البدان النامية تحديات كبيرة من حيث قلة الموارد، إذ يتعين عليها التعامل مع التنمية ومع شيخوخة السكان في وقت واحد وبالتالي ستبدأ هنا الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية.
الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية لدى فئة المسنين
تُعد الرعاية الاقتصادية بالنسبة للمُسنين من أكثر البنود إلحاحاً وأهمية وذلك بسبب التداخل الواضح بين الحالة الاقتصادية والصحية والاجتماعية.
تتزايد نسبة المسنين الذين يتقدمون بطلب المساعدات الاقتصادية، وهي ترجع إلى نقص في الموارد المالية نتيجة لتقاعد المسن إجبارياً أو اختيارياً، وبهذا يفقد المتقاعد جزءاً من دخله وهذا ما يعمق الشعور بعدم الأمن الاقتصادي في مواجهة تحسبات المستقبل.
فالمسن بحاجة لمن يرعاه ويلازمه ويخدمه كما يحتاج إلى الأدوية ويحتاج إلى نوعية أفضل من الطعام وبالتالي فإن ضعف الدخل المادي يؤثر تأثيراً كبيراً على حياته وهذا مايؤدي بدوره إلى الحرمان الاجتماعي نظراً لقلة الموارد المالية وضعف القوى الجسدية، ويزيد من حدة المشكلات الاجتماعية الشعور بالوحدة والعزلة عن حياة المجتمع .
لابد من دعم فئة المُسنين من خلال:
التفاعل الجمعي لدعم فئة المسنين
لا شك أن ّالتفاعل الجمعي لن يأتي إلا من خلال التوجيه الاجتماعي لدعم فئة المسنين، من خلال إطلاق مبادرات تُعزز أهمية الاتصال الجمعي كأحد الأنواع الهامة في التفاعلات الجماعية داخل فئة المسنين، والذي قد يساهم في تحقيق جودة حياتهم وإعطائهم نطرة تفاؤلية للحياة، واكسابهم الثقة بالنفس مع ضرورة تأكيد مبدأ الاستقلالية من خلال حصول الكبار المسنين على ما يكفي من حاجاتهم من الغذاء والماء والمأوى والملبس والرعاية الصحية.
التخطيط الاستراتيجي لتلبية احتياجات فئة المُسنين ورعايتهم
تساعد الخطط الاستراتيجية على دعم المُسنين ورعايتهم من خلال:
- تحقيق الرعاية النفسية الاجتماعية والاقتصادية، وهي تتحقق بأن يكون للمسن دوراً يملأ به حياته ويمنحه الإحساس بقيمته وبحاجة الآخرين إليه.
- تقديم برامج لتوعية المسنين بكيفية الانتقال من مرحلة العمل إلى مرحلة التقاعد.
- تشجيع الشباب على التواصل المباشر مع المُسن والانصات له، وتقديم الدعم المعنوي له
- تعزيز مشاركته في الحياة العامة.
- القيام بالأنشطة اللازمة لإخراج المسنين من حالات العزلة والتهميش الاجتماعي.
- أهمية دعم كبار السن المتقاعدين والذين يرغبون في العمل والإنتاجية في خلق الفرص المناسبة لضمان أن هذه المرحلة من حياتهم هي مرحلة منتجة، مما يساعد على تقليل مخاطر القضايا النفسية والاجتماعية والاقتصادية لهم ولأسرهم.
ضرورة حث المجتمع على التعاون من أجل الاهتمام بهذه الفئة، فلا يجب أن نتركهم في منتصف الطريق دون رعاية ،بل وجب علينا أن نهتم بهم وأن نرفع عنهم المعاناة بالدعاء لهم والصبر عليهم، والمداومة على تقديم يد العون والسند لكي يتسنّى لهم الشفاء و العيش حياة سعيدة هنيئة، فهم فقدوا الكثير من حيوية الشباب، ويعيشون بزمان مختلف عن الزمان الذي عاشوا فيه.