يُعتبر كابوس العنف ضد النساء انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان، إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة وله عواقب خطيرة لا تقتصر على المرأة فقط، بل تؤثر في المجتمع بأكمله لما يترتب عليه من آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة.
الآثار السلبية المترتبة على العنف ضد النساء:
لا يقتصر العنف على ثقافة أو ديانة أو طبقة اجتماعية بعينها، بل هو ظاهرة عامة، ينجم عنها مجموعة آثار تتجلى في:
1- الآثار الاجتماعية: ترتبط بوضع الرجال على قمة السلطة في الأسرة مما يجعلهم يلجئون إلى استخدام العنف ضد المرأة لأثبات رجولتهم .
2-الآثار الاقتصادية: يؤدي تردي الوضع الاقتصادي للأسرة في أغلب الأحيان إلى اتخاذ القسوة والعنف بالمعاملة من جهة الأب لأبنائه وزوجته نتيجة ألمه ومعاناته وكآبته النفسية.
كما ويُعد الفقر أحد دوافع العنف ضد المرأة فالوضع الاقتصادي الصعب لبعض الأسر وعدم القدرة على توفير احتياجات أفرادها يؤدي إلى صراع بين الزوج وزوجته وقد ينتهي بالتعنيف.
3- الآثار النفسية: يؤدي ضعف القدرة على تحمل المسؤولية واضطراب شخصية الرجل والشك بتصرفات أفراد الأسرة خاصة الإناث سبباً من أسباب العنف.
ويصنف العنف على أنّه أحد اسوأ الجرائم وقد يكون نفسي يأخذ شكل فعل مؤذي للمرأة وعواطفها (كعدم احترامها وسوء تقديرها وتحقيرها ومعاملتها على أنها خادمة) مقترناً بالعنف الجسدي كالضرب والركل والصفع.. ألخ.
كما ويأخذ العنف القائم على الأثر النفسي أشكال عديدة منها :
- العنف اللفظي: وهو من أشد الأنواع خطراً على الصحة رغم تركه آثاراً واضحة.
- العنف الصحي: يشمل الحرمان من الظروف الصحية المناسبة.
- العنف الجنسي: استدراج المرأة دون مراعاة الوضع الصحي والنفسي (استخدام المجال الجنسي في إيذائها كالإغتصاب).
- العنف المادي والاقتصادي: يتمثل بأخذ مال الزوجة أو الفتاة من قبل أهلها والاستيلاء على مالها الخاص، التحكم بطريقة انفاقه، أو الحرمان من المصروف في حال كانت المرأة ربّة منزل لإذلالها واعترافها بأنها لا تستطيع العيش دون الرجل.
الحلول والمقترحات للحد من كابوس العنف
- تعزيز السلوك الصحي داخل الاسرة.
- إزالة عوامل الخطورة الاجتماعية والثقافية والكشف المبكر للعنف.
- توعية الرأي العام بأبعاد العنف ضد المرأة ومخاطره على الأسرة.
- توفير خدمات كاملة وشاملة للضحايا والنساء المُعنفات.
- إعادة تأهيل الجناة وأسرهم من خلال إقامة برامج الإرشاد الأسري.
- إجراء مزيد من الدراسات حول جرائم العنف من خلال تعاضد المؤسسات الحكومية والخاصة، والاسهام في توفير آليات الوقاية منها في المجتمعات.
لم يكن التطرق إلى موضوع العنف ضد النساء والخوض فيه بالمباح، فقد كان ينظر إليه ولمدة طويلة من الوقت على أنّه من المواضيع المحرمة والتي يتم تجنبها، وترى منظمة الصحة العالمية بأنّ العنف المُمارس ضد النساء يعد من أكبر المخاطر الصحية التي تتعرض لها النساء في جميع أنحاء العالم.
مازال هناك نسبة كبيرة من النساء اللواتي تشعرن لغاية الآن بالعجز، فالحياء والخوف من اللغو والثرثرة والمضايقات الجديدة تمنعهن من المطالبة بحقوقهن وطلب المساعدة، والكثيرات لا تتحدثن عن العنف الذي تعرضن له.
رفقاً بهنّ فهنّ القوارير اللواتي يتمتعن بالرقة، وهنّ من يُكابدن ويؤنسن الوحشة، لِيكنّ الملجأ والسكن الدافئ من وحشة الأيام.