للشارع بريقٌ خاص للأطفال إذا ما تم مقارنته بأوضاعهم مع أسرهم، فالشارع يوفر لهم فرصة الحصول على المال بوسائل كثيرة ومتنوعة، كما أنّه يوفر لهم الشعور بالحرية (حرية التنقل، حرية العمل فيما يريد وقتما يريد دون حساب أو رقيب).
لا يوجد سبب أو أسباب معينة لتواجد الطفل أوالطفلة بالشارع، لأن الطفل لا يترك أسرته فجأة ويتجه إلى الشارع كنقطة تحول درامية، لابد من وجود عوامل مختلفة تجعل الشارع ملاذاً للأطفال لتعوضهم عما يتعرضون له من صدمات وأزمات نفسية، جسدية وحتى اقتصادية.
العوامل التي تحول الأطفال إلى ضحايا الشوارع:
- الأسرة: نوعية العلاقة سواء مع الاب والام، زوج الام، زوجة الأب كثيراً ما تعرض الأطفال الى معيشة الشارع وتزجهم إليه، غياب الأب وتفكك الاسرة والذي يعد من العوامل الطاغية وأساس تواجدهم في الشوارع، كما يلعب غياب دور الاب لأي سبب من الأسباب الدور الأكبر فهو يعرض الأسرة لازمة اقتصادية.
- العنف: المتمثل بتعرض الطفل للعنف الجسدي والمعنوي نتيجة وجود علاقة عنيفة بين الأم والأب، أو تعرض الطفل للتحرش والاغتصاب.
- الخوف: الذي يتجلّى بالعقاب، إذا كان أحد الابويين يعاقب بالعنف مما يجعل الطفل في حالة رعب وهذا ما قد يدفعه للهروب إلى الشارع.
- التسيب: الإحساس بالأهمال والافتقار إلى القدوة الحسنة.
- الفقر واستغلال الحاجة: حيث يؤدي الفقر إلى تفشي ظاهرة التسول، واستغلال الحاجة إما من قبل الأبويين بحجة إصابة أحدهم بإعاقة جسدية، أو أحد الاشخاص الذين يقومون باستعمال الطفل كأداة لجلب المال.
- المدرسة: نسبة كبيرة من الأطفال يتخلفون عن المدرسة بسبب فشلهم وتكرار رسوبهم، وانشغالهم بالحصول على المال لإعالة الأسرة إضافة لضغط الأباء لمساندتهم في إدرار الدخل.
الحد من ظاهرة أطفال الشوارع:
لا يمكن القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع والتي أصبحت في تصاعد كبير إلا من خلال قيام عمل استكشافي، واحصاء عدد الاطفال الذين وجدوا من الشوارع ملاذاً لهم ويتم ذلك من خلال:
1-تدخل الجمعيات الأهلية في مساندة الأسرة لزيادة تماسكها.
2-تعميق مبادئ التنشئة السليمة للأبناء خالية من العنف.
3-تفعيل قانون الطفل من خلال إتاحة فرص نظام التدريب المهني في بيئة صحية للأطفال الذين فشلوا في دراستهم وانخرطوا في الأجواء المهنية.
4-زيادة الدعم والخدمات والعناية بمجتمعات المناطق العشوائية والشعبية.
5-توفير حقوق الأطفال في الحصول على الموارد المطلوبة، لحمايتهم والارتقاء بعمليات نموهم الاجتماعية، الصحية، الفكرية والثقافية.
لابد من زيادة قدرة المجتمع على التعامل مع هذه الظاهرة بمنهجية تضمن حقوق هؤلاء الأطفال من الجنسين وتفهم ظروفهم واحتياجاتهم وقدراتهم وآمالهم، فهم مجرد أطفال فرضت عليهم مجموعة من العوامل حالة التشرد والهروب من واقعهم المرير.