Jadeel

الأيتام ودور المجتمع في احتضانهم

رعاية الأيتام

 

تُعتبر مرحلة اليتم من المراحل الحرجة التي يمر بها الأطفال دون سن البلوغ، وهو العمر الذي يكون فيه الطفل بحاجة ماسة للرعاية الأسرية، لما لها من دور أساسي فاعل في بناء شخصياتهم، حيث أن مرحلة الطفولة هي مرحلة التأسيس والتلقي والاستقبال من الطفل للتوجيهات والإرشادات من قبل الوالدين.

وعلى الرغم من الجهود والخطط الموضوعة لرعاية الأيتام واحتضانهم، إلا أنها للأسف في تزايد مستمر.

 

المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها اليتيم

 

تتعرض الأسرة للتفكك نتيجة فقدان أحد الوالدين أو كليهما أو انفصالهما فيضطرب جو الأسرة، ويشعر الطفل بالقلق وعدم الاستقرار، حيث يفقد الثقة بنفسه وبالمحيطين به ويشعر بالخوف وفقدان الأمان، وتتأثر علاقته الاجتماعية داخل دار الإيواء التي يتم إدخاله إليها وتظهر لديه مجموعة من المشكلات الاجتماعية والسلوكية والوجدانية وهنا تظهر سلسلة من المشكلات المحتملة لفاقدي الوالدين تبعاً لمتغيرات وعوامل عديدة ومن أهم هذه المشكلات:

  1.   ضعف مفهوم الذات
  2.   القلق والخوف
  3.  الشرود الذهني أو ارتباك التركيز أو أحلام اليقظة
  4.  الانطواء والكآبة
  5.  ضعف الإنجاز

تُشير معظم الدراسات إلى أن الحرمان من الأبوين في الطفولة المبكرة تؤثر على بناء الطفل من النواحي الجسمية والذهنية والاجتماعية، وبناء عليه يُصنّف هؤلاء الأطفال ضمن الفئات الضعيفة في المجتمع أي الفئة التي لاتستطيع القيام بدورها

إلّا بمساعدة الأخرين نتيجة فقدانهم لمصادر الأمن الطبيعية المتمثلة بالأسرة.

يشعر الطفل اليتيم بالحرمان من الحياة الطبيعية ويفقد كل المميزات التي يكتسبها الطفل الذي نشأ في جو أسري طبيعي.

إضافة إلى ما يعانيه من عدم احساسه بالانتماء إلى المجتمع، مما يبعث في نفسه كم هائل من مشاعر النقص عندما يُقارن بإقرانه، ناهيك عن مظاهر الظلم والقهر والإهمال التي تختلج نفوس معظم الأيتام نتيجة إهمال المجتمع لهم وتهميشهم.

كيف يتم تلبية احتياجات الأيتام؟

 

لا يكفي إطعام اليتيم وتلبيه حاجاته المادية من مأكل ومشرب ومسكن فحسب، إنما تتعدى الرعاية إلى تلبية الحاجات النفسية والعاطفية والتي تعتبر من الحاجات الأساسية للأيتام فهو بحاجة إلى الأمن والاطمئنان والشعور بالحب والانتماء. لكن هذا كله لا يعني أن جانب الرعاية المالية ليس مهماً فهو أيضاً ضرورة واحتياج مرتبط بالرعاية النفسية والاجتماعية ومن أهم هذه الاحتياجات توفير مايلي:

  1. المحبة والحنان
  2. المواساة
  3. الحاجة إلى الضبط والسيطرة
  4. تعزيز الثقة بالنفس 
  5. الحاجة إلى المدارة 

ويجب القول أن المجتمع الذي يوجد لديه القدرة على استيعاب الايتام وغيرها من الفئات الاجتماعية التي تعاني من مشكلات تؤثر على حياتهم هو مجتمع قادر على استغلال كافة الطاقات التي يمتلكها لأفراده في تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى لها. ويجب التأكيد أن تكامل دور الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الايتام لا يقع على عاتق الدولة وحدها لابد من وجود شراكة مجتمعية من خلال تنشئة مؤسسات رعاية اجتماعية تُعنى بالأيتام.