قديمةُ قِديم العصور (التنمّر والإساءة لذوي الاحتياجات الخاصة) ،إلا أنّها أصبحت شائعة أكثر على نطاق علني وواسع مع تطور وسائل التكنولوجيا، وقد ترسخت وظهرت بشكل كبير بين الأطفال والمراهقين على السواء حاملة في طياتها صورتين مهمتين شديدتي الخطورة على المجتمع ،تمثلت بمشكلة الضحية الواقع عليها الضرر والفعل الإكراهي المؤلم ومحاولة الاهتمام به والتخفيف عنه، ومشكلة المتنمّر الذي يتخذ صورة العنف عنده سلوكاً ثابتاً في تعاملاته.
تعريف التنمّر والإساءة بحق ذوي الاحتياجات الخاصة:
يعُرف التنمّر بأنّه ظاهرة اجتماعية تتشكل معالمها بوجود تباين في القوى أو الطاقة، فيستبد الطرف القوي ويستضعف الطرف الآخر لفظياً أو جسدياً أو انفعالياً.
ولأنّ الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقدون للإمكانيات الجسدية والذهنية التي يتمتع بها الفرد السليم وهو ما يجعلهم بوضع غير متساوٍ معهم المجتمع فيصبحون فريسة سهلة، خاصة مع عدم قدرتهم على المقاومة أو حتى عدم إدراكهم العقلي للخطر الذي يهددهم.
أسباب التنمّر
هناك دوافع مختلفة لسلوك التنمر ناجمة عن عوامل شخصية والتي تظهر على هيئة تصرف طائش أو سلوك يصدر عن الفرد نتيجة شعوره بالملل، كما أنّه قد يكون السبب في عدم إدارك ممارسي سلوك التنمر عن وجود خطأ في ممارسة هذا السلوك.
عوامل اجتماعية: تتمثل بالظروف المحيطة بالفرد من الأسرة والمحيط السكني والمجتمع المحلي ووسائل الإعلام المستمرة للمصلحة الخاصة، بالإضافة إلى البرامج التلفلزيونية المنفذة بأشكال تجارية، والطرق التي تنفذ بها.كل هذه الأسباب تؤدي إلى العنف اللامبرر والإساءة لذوي الاحتياجات الخاصة.
اشكال التنمّر والإساءة بحق ذوي الاحتياجات الخاصة
يأخذ التنمر أشكال كثيرة تتمثل بمايلي:
التنمر الجسدي: يأخذ شكل الضرب والدفع والبصق وغيرها من الأفعال المسيئة.
التنمر اللفظي: يتمثل بالمضايقات اللفظية من قول وكتابة الأشياء والاستهزاء والتجريح والإهانة بقصد الحط من مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة وقدراتهم.
التنمر النفسي: يهدف إلى تخويف الضحية واستبعاده اجتماعياً.
التنمر الجنسي: إطلاق التعليقات الجنسية والقيام بأعمال مؤذية ومهينة جنسياً للشخص.
التنمر العرقي: القائم على العرق اللون والدين أو جنس الشخص.
تؤدي كل هذه الأشكال إلى خلق حالة من العزلة الاجتماعية والقلق عند ذوي الاحتياجات الخاصة، مما قد يتسبب بعدم مشاركتهم الفعلية في النشاطات الحياتية.
أهم التوصيات للحد من ظاهرة التنمّر
- يبدأ بمفهوم الدمج الذي يتيح الفرص للأطفال الاندماج والانخراط في نظام التعليم وفي المجتمع للتعرف على قدراتهم واحتياجاتهم
- ومنع عزل ذوي الاحتياجات بلا مبرر، فتح المجال أمامهم دون عزلهم عن المحيط.
- تعزيز فكرة وجودهم كعضو فعال وغير مهمل في المجتمع.
- تهيئة افراد المجتمع وتوعيتهم بهذه الظاهرة.
- دعوة أجهزة الاعلام للقيام بمسؤولياتهم نحو توعية المجتمع بمختلف فئاته بقضايا الأفراد وخاصة الأطفال ذوي الإعاقة ورعايتهم وتأهيلهم.
- دعوة المؤسسات المعنية للاهتمام بالإحصاء الدقيق في مختلف الجوانب التي تُعنى بِذوي الاعاقات أو الموهوبون، وإنشاء قاعدة بيانات لمعرفة ما هو مدى الإمكانات التي يمكن أن يتم تقديمها لهم.
- تعزيز فكرة مراقبة الطفل عند الأهل للكشف المبكر عن الإعاقات الجسدية والعقلية والحسية من خلال إقامة برامج توعوية معنية بدراسة هذه الحالات، للحد من تطور الإعاقة وحجم آثارها السلبية على الاسرة والمجتمع.
أخيراً وجب التنويه بأنّه لا يوجد مُعاق إنّما يوجد مجتمع يعيق، ونحن ما علينا سوى أن نمد لهم كف الأخوة فهم مميزون وإعاقتهم لا تعني موتهم في الحياة .