Jadeel

علاج التوحد بالموسيقى

اطفال التوحد

خُلقوا بحالة خاصة لايمكن اعتبارها ظاهرياً مشكلة، لكنها في الواقع عائق للعيش بصورة طبيعية.

طيف التوحد: خيال يتبلور من عمر الطفل في سنواته الثلاث الأولى، ليؤثر على تصرفاته السلوكية نتيجة لوجود اضطراب في الجهاز العصبي يؤثر على وظائف المخ، كما يؤثر على النمو الطبيعي والانخراط في مجال الحياة الأجتماعية ومهارات التواصل غير اللفظي والتفاعل الجمعي والنشاطات الترفيهية.

انعاكاسات مرض التوحد على الأطفال

 

عادة مايُرفض الطفل التوحدي من قبل الآخرين، لأنّه لا يستطيع إيصال ما يريد قوله أو فعله للآخرين بالأساليب الاعتيادية مثل باقي الأطفال، وذلك بسبب نقص مهارات التواصل لديه وعدم الانتباه والتركيز عند استقبال رسائل الآخرين.

وتؤدي نقص مهارات التواصل إلى حدوث الاضطراب وغياب السعادة وعدم فهم الذات أو الآخرين، مما يسبب عزلة واغتراب وشعور دائم بالاكتئاب، ويرتبط أيضاً بالفشل المهني، وبعلاقات أسرية ضعيفة.

ولأن مشكلتهم تكمن في اضطرابات التواصل اللغوية، كان لابد من وجود طريقة لِتنمية الاتصال اللغوي لدى أطفال التوحد من خلال وجود نشاط محدد يستطيع من خلاله أن يُعبّر الطفل عما بداخله، فكانت الموسيقى الحل الأمثل كونها لغة عالمية لها مفرداتها الخاصة والغنية التي تؤهلها لتكون لغة مهارات الاتصال.

 

دور الموسيقى في علاج أطفال التوحد

 

ارتبطت الموسيقى عّبر العصور بالكثير من الأمور الحياتية، فهي اللغة العالمية المؤثرة في جميع الأفراد سواء كانوا أطفال ومراهقينّ أو راشدين، لأنّها تخاطب المشاعر والانفعالات كما أنها من أكثر قنوات الاتصال اتساعاً.

وللإيقاع والموسيقى أثراً في مساعدة أطفال التوحد على التركيز والتواصل وإقامة العلاقات مع من حولهم، لآن الموسيقى يمكن أن تستخدم للمساعدة في التدريس وفي تنظيم الذات والاستعداد للتواصل وتحسين العلاقات مع الاهالي والاخرين، وزيادة نسب النمو والتعلم.

يستطيع الطفل المصاب باضطراب التوحد أن يتلمس الاحساس بالإيقاع والموسيقى في المراحل العمرية الأولى، وينمو الطفل التوحدي وهو بحاجة لأن يتعلم شكلاً من أشكال التكيف أو تعديل السلوك بحيث ينمو معه أيضا ويُساعده على تقبل واقعه والتأقلم معه والتغلف على إعاقته والتكيف في هذا العالم.

تساعد الموسيقى الطفل التوحدي في بناء علاقات اجتماعية وتحسين مهاراته التواصلية، فبعض الأطفال التوحديين لديهم القدرة على فهم وإدراك اللغة مع أنهم لا يتكلمون أحيانا، ويأتي دور العلاج بالموسيقى بهدف تعليمهم مرحلة الانتقال أو التحول إلى الكلام، علماً بأنهم لا يواجهون في لغة الموسيقى الصعوبات اللغوية التي تشكل حاجزاً لديهم في الكلام.

دور الموسيقى في علاج التوحد
                          دور الموسيقى في علاج التوحد

أظهرت الدراسات أن الأطفال التوحديين لا يتجاوبون بالعادة مع أي مخاطبة بمظهر انفعالي، إلا أنّهم بالمقابل يُظهرون استجابات انفعالية للموسيقى، وذلك لأن لغة الموسيقى قادرة أن تتعامل مع جميع مستويات الذكاء التي يُمكن أن تكون موجودة لدى أطفال التوحد، لأنها تعتبر مثيرة لهم وبإمكانها أن تلفت انتباههم.

تؤدي الموسيقى الارتجالية إلى زيادة السلوك التواصلي لدى طفل التوحد، حيث تسمح له بالتحكم والسيطرة،كما تؤدي إلى حوار موسيقي بينه وبين الآلة أو الموسيقى.

ظهر بوضوح أن هذه الطريقة بالعلاج يمكن أن تتيح لاطفال التوحد اكتشاف قدراتهم وإبداعاتهم من خلال التعبير الذاتي غير اللفظي، بالإضافة إلى منحهم فرح كبير داخلي تظهر علاماته خارجية كالابتسام والضحك والانفعال الايجابي.

 

الاثار الإيجابية لعلاج أطفال التوحد بالموسيقى:

 

  1.  العلاج بالموسيقى يُقلل من الحركة النمطية ويُسهل  عملية التواصل
  2.  إيجاد لغة شاملة بديلة عن الكلام، فالموسيقى تؤثر في قبولهم للذات وتزودهم بالإحساس بالفردية وتكون لديهم دوافع إيجابية لأنها تؤسس اتصالا لديهم وتستخرج الكلام وتقلل من سلوكهم المرضي،وبسبب الفروق الفردية بين مجتمع التوحديين، لا يوجد هنالك قواعد أو قوانين يمكن تطبيقها أثناء العلاج بالموسيقى .
  3. كسر حواجز العزلة لأنها توفر علاقات بديلة، إلا أنها قد تكون مؤذية في بعض الأحيان لأنها تخلق عدة تناقضات عند العمل مع الأشخاص التوحديين لأنها قد تدفعهم إلى الهوس وتعزز انسحابهم والبقاء في عزلتهم، لذلك يتوجب على المعالج الموسيقي أن يكون شخصاً متخصصاً في هذا المجال وعلى دراية بكل الجوانب خاصة عند التعامل مع التوحديين.

بالتأكيد أن للموسيقى الكثير من الإيجابيات إلا أنها  لا تشفي المصاب بالتوحد كما يقوم الدواء بشفاء الالتهاب أو علة ما، ولكن للموسيقى تأثيرها الخاص على حياة الشخص التوحدي وعائلته، ومن الممكن اعتبارها جزء مكمل لعمليات علاج التوحد، يتعلم الطفل من خلالها مهارات التواصل وتطوير مهارة اللغة إن وجدت،مما قد يعزز لديه المواقف الايجابية من خلال تعزيز ثقته بنفسه وتُشكل له أساساً للتعلم.